مخطط عظمة السمكة كأداة لتحليل المشكلات المعقدة
goalmakers
goalmakers
٢٣ يوليو ٢٠٢٥

مخطط عظمة السمكة كأداة لتحليل المشكلات المعقدة

في عالم إدارة الجودة وتحسين الأداء يبحث المهنيون دومًا عن أدوات تساعدهم على الوصول إلى جذور المشكلات بطريقة منهجية ومنظمة. واحدة من هذه الأدوات التي أثبتت فاعليتها هي مخطط عظمة السمكة والمعروف أيضًا باسم مخطط إيشكاوا أو مخطط السبب والتأثير. يُستخدم هذا المخطط ضمن أدوات الجودة الأساسية ويساعد بشكل كبير في تحليل السبب الجذري لأي مشكلة تحدث في العمليات أو الخدمات. وسواء كنت مهتمًا بـ تحسين الجودة أو تعمل في مجال إدارة العمليات فإن هذه الأداة يجب أن تكون جزءًا من ترسانتك التحليلية.

ومن خلال منصة مرجع التي تُعد واحدة من أبرز المنصات التعليمية العربية يمكن للمتعلمين والمهنيين الوصول إلى شروحات وأمثلة عملية حول مخطط عظمة السمكة و استخدامه ضمن إطار الجودة الشاملة مع تطبيقات متنوعة في مختلف المجالات كالتعليم والصناعة والصحة.

ما هو مخطط عظمة السمكة؟

مخطط عظمة السمكة هو أداة تحليلية تُستخدم لتحديد الأسباب المحتملة لمشكلة معينة بطريقة بصرية منظمة. يُطلق عليه هذا الاسم بسبب شكله الذي يُشبه هيكل السمكة حيث يتم وضع المشكلة على رأس المخطط وتمتد منه "العظام" التي تمثل الفئات المختلفة للأسباب.

تُستخدم هذه التقنية في بيئات متعددة من المصانع إلى المدارس والمستشفيات وتركز على تجميع فريق العمل لمناقشة وتحديد كافة العوامل المؤثرة في المشكلة. هذه الأداة تسهّل تحليل المشكلات المعقدة وتسمح بفهم عميق للعلاقات بين الأسباب والنتائج.

أهمية مخطط عظمة السمكة

يُعد مخطط عظمة السمكة أداة بصرية فعّالة لتحليل المشكلات وتحديد الأسباب الجذرية مما يساعد الفريق على تحسين الجودة واتخاذ قرارات مدروسة ترتكز على بيانات دقيقة.

تحليل الأسباب بعمق

يساعد في تحليل الأسباب الجذرية بدلاً من الاكتفاء بعلاج الأعراض الظاهرة. هذا النهج يمنح المؤسسات القدرة على إحداث تحسينات مستدامة في الجودة.

التعاون الجماعي

يُعد هذا المخطط أداة مثالية في جلسات العصف الذهني الجماعي حيث يُشجع مشاركة كافة أعضاء الفريق في تحديد وتحليل تقنيات الجودة مما يعزز من روح العمل الجماعي وتبادل المعرفة.

تمثيل بصري سهل الفهم

واحدة من أبرز مزايا هذا المخطط هي سهولة التمثيل البصري إذ يمكن لأي فرد من الفريق استيعاب العلاقات بين الأسباب والمشكلة بمجرد النظر إلى المخطط ما يسهّل اتخاذ قرارات قائمة على تحليل منطقي.

تحديد الفجوات في المعرفة

أثناء عملية إعداد المخطط تظهر بعض المجالات التي لا يملك الفريق معرفة كافية بها مما يكشف عن فجوات معرفية بحاجة إلى مزيد من البحث والتحقيق.

تعزيز التحسين المستمر

يُستخدم المخطط ضمن أنظمة Lean و Six Sigma حيث يُساعد على تقليل الهدر وتحقيق تحسين الجودة بشكل مستمر في بيئات العمل.

باستخدام هذا المخطط يمكن فهم جذور المشكلات بوضوح وتعزيز التفكير التحليلي الجماعي مما يساهم في تحسين العمليات وتقليل الأخطاء وتحقيق جودة مستدامة في مختلف المجالات.


متى نستخدم مخطط عظمة السمكة؟

يُستخدم هذا المخطط في حالات تتطلب تحليلًا دقيقًا لأسباب المشكلات خاصة عند تكرار الخلل أو غموض السبب مما يجعله أداة مثالية للتفكير التحليلي الجماعي.

  1. عند وجود مشكلة معقدة ذات أسباب متعددة: إذا كانت المشكلة تحتوي على عدة أسباب محتملة ولا يمكن تحديدها مباشرة فإن استخدام هذا المخطط هو الخيار الأمثل.
  2. قبل الشروع في مشروع تحسين جودة: قبل تنفيذ مشروع تحسين الجودة من الضروري فهم الأسباب الحقيقية التي تؤثر على النتائج مما يجعل هذا المخطط خطوة تمهيدية حاسمة.
  3. في حال حدوث خلل متكرر دون معرفة سببه الأساسي: عندما تتكرر الأخطاء أو الأعطال بشكل دوري دون القدرة على تحديد السبب يُستخدم هذا المخطط لتفكيك المشكلة وتحليل أبعادها.
  4. في الاجتماعات التحليلية أو جلسات العصف الذهني الخاصة بتحديد أسباب الفشل: يُعد المخطط أداة فعالة في ورش العمل والاجتماعات المخصصة لتحديد أسباب الإخفاقات التشغيلية أو ضعف الأداء.


متى ما ظهرت مشكلات متكررة أو غامضة يكون هذا المخطط الخيار الأمثل لتحديد الأسباب الجذرية وتحفيز الفريق على تقديم حلول واقعية قائمة على الفهم العميق.


عناصر مخطط عظمة السمكة الأساسية

يتكوّن مخطط عظمة السمكة من عناصر أساسية تمثل الأساس في تحليل المشكلات المعقدة. يبدأ المخطط بتحديد المشكلة الرئيسية ووضعها في "رأس السمكة" وغالبًا ما تُصاغ بصيغة سؤال دقيق مثل: "لماذا انخفض الإنتاج؟" أو "ما سبب تأخر الشحن؟" مما يوجّه التحليل نحو الأسباب الفعلية بدلًا من الاكتفاء بالمظاهر.


ثم تُرسم الفئات الرئيسية للأسباب على شكل "عظام كبيرة" تتفرع من العمود الفقري للمخطط وعادة ما تُستخدم فئات الـ 6 Ms في السياقات الصناعية: العامل البشري الآلة الطريقة المواد القياس والبيئة. أما في المجالات التعليمية أو الصحية فيتم تخصيص الفئات حسب طبيعة البيئة مثل الطلاب المعلمين المناهج وبيئة العمل.


أخيرًا تُضاف الأسباب الفرعية كفروع أصغر تخرج من كل فئة رئيسية وتشمل الأسباب التفصيلية المحتملة لحدوث المشكلة. ويتم تحديد هذه الأسباب غالبًا من خلال جلسات عصف ذهني وتحليل بيانات, مما يجعل التمثيل البصري أكثر دقة وفعالية في الوصول إلى السبب الجذري واتخاذ قرارات تصحيحية مدروسة.


خطوات عمل مخطط عظمة السمكة بالتفصيل

لتحليل المشكلات بدقة والوصول لأسبابها الجوهرية يمكن الاعتماد على أداة بصرية فعّالة تنظم التفكير وتُظهر الروابط بين العوامل من خلال خطوات منهجية تبدأ بتحديد المشكلة.

  1. تحديد المشكلة بدقة: يجب صياغة المشكلة بدقة ووضوح على أن تكون قابلة للقياس والتحقق مثل: "زيادة عدد المرتجعات بنسبة 15% خلال الربع الأخير".
  2. رسم العمود الفقري والرأس: يُرسم خط أفقي يُمثل العمود الفقري للسمكة وتُوضع المشكلة في نهايته على شكل مربع أو مستطيل يمثل رأس السمكة.
  3. اختيار الفئات الرئيسية: يُختار عدد من الفئات الكبرى بناءً على طبيعة المشكلة والمجال. في الصناعة يُفضل استخدام 6Ms بينما في الخدمات يمكن تكييف الفئات لتناسب السياق.
  4. إجراء جلسة عصف ذهني: يتم جمع الفريق وإجراء جلسة عصف ذهني منظمة لتحديد أكبر عدد ممكن من الأسباب ضمن كل فئة باستخدام خبراتهم وبيانات الأداء.
  5. إضافة الأسباب إلى المخطط: تُوضع الأسباب الفرعية المتفق عليها تحت الفئة المناسبة على شكل خطوط مائلة تخرج من العظام الكبيرة.
  6. تحليل المخطط: بعد اكتمال الرسم يُراجع الفريق جميع الأسباب لتحديد الأكثر احتمالًا وتأثيرًا باستخدام أساليب مثل التصويت أو تقييم البيانات.
  7. التحقق من الأسباب واختيار الحلول المناسبة: يتم التحقق من الأسباب المختارة من خلال أدوات أخرى مثل تحليل Pareto أو التجارب العملية ثم تُوضع خطط لتحسين الجودة ومعالجة الجذور.


يساعد هذا التمثيل المنظم في كشف جذور المشكلات وتعزيز قرارات التحسين. باتباع الخطوات بدقة تصبح عمليات التحليل أكثر وضوحًا وتزداد فرص الوصول لحلول فعّالة ومستدامة.


 أبرز الأدوات التحليلية المتوفرة على منصة مرجع

توفر منصة مرجع مجموعة متكاملة من الأدوات التحليلية التي تساعد المستخدمين على تنظيم المعلومات، تحسين جودة المشاريع، واتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على فهم عميق للبيئة المحيطة والمستفيدين. فيما يلي أبرز هذه الأدوات:

مصفوفة RACI

مصفوفة RACI أداة فعالة لتحديد المهام داخل الفريق بدقة، من خلال تصنيف الأدوار إلى مسؤول، معتمد، مستشار، ومُبلغ. تضمن وضوح الصلاحيات، تقلل التداخل، وتعزز التواصل والمساءلة، مما يرفع كفاءة العمل، خصوصًا في المشاريع متعددة الأطراف والفرق.

نماذج حالات الاستخدام (Use Case Models)

تمكّن نماذج حالات الاستخدام من تصور تفاعل المستخدم مع النظام، مما يسهل توثيق المتطلبات بدقة. تساعد هذه الأداة في تقليل سوء الفهم، وتحسين التخطيط والتطوير، كما تساهم في تصميم واجهات استخدام واقعية تلبي احتياجات حقيقية وتضمن تجربة سلسة.

تحليل المعنيين (Stakeholder Analysis)

يساعد تحليل المعنيين على تحديد الجهات المؤثرة بالمشروع، وفهم مواقفهم واحتياجاتهم. يساهم ذلك في تحسين إدارة المخاطر، وتوجيه الاتصال الفعّال، مما يزيد فرص النجاح ويعزز استدامة المشروع عبر دعم وتعاون جميع الأطراف المعنية.

نموذج القيمة المقترحة (Value Proposition Canvas)

يساعد نموذج القيمة المقترحة في فهم الجمهور المستهدف، وتحديد رغباته وتحدياته، لتقديم حلول فعالة. يُستخدم في بناء ميزة تنافسية، واختبار الأفكار قبل تنفيذها، كما يساهم في صياغة رسائل تسويقية دقيقة تعزز الولاء وتحفز النمو المستدام.


الأسئلة الشائعة

هل يمكن استخدام مخطط عظمة السمكة في التعليم؟

نعم يمكن استخدامه لتحليل أسباب ضعف التحصيل أو تدني الحضور باستخدام فئات مثل المعلم الطالب المنهج بيئة التعلم.

هل هو بديل عن تحليل السبب الجذري؟

لا بل هو مكمل له حيث يساعد في تجميع الأسباب المحتملة قبل الغوص في تحليلها بعمق.

هل يتطلب أدوات تقنية؟

ليس بالضرورة. يمكن رسمه يدويًا على ورقة أو باستخدام أدوات رقمية مثل Miro أو Lucidchart حسب رغبة الفريق.

الخاتمة

في الختام، يتضح أن مخطط عظمة السمكة ليس مجرد أداة بصرية، بل هو أسلوب تفكير منهجي يساعد المؤسسات على الوصول إلى السبب الجذري للمشكلات بطريقة منظمة وعميقة. من خلال تبسيط تحليل المشكلات وتعزيز التعاون الجماعي، يساهم هذا المخطط في تحسين جودة العمليات وتقليل التكاليف الناتجة عن الأخطاء المتكررة. سواء كنت تعمل في مجال الصناعة، التعليم، أو حتى إدارة المشاريع، فإن اعتماد مخطط السبب والتأثير ضمن أدواتك اليومية يعزز من فاعلية القرارات ويقود إلى تحسين مستمر في الأداء.


تعرف على بعض المقالات الاخري